Sunday, May 29, 2011

خادم الحرمين: لا أنام الليل إلا بعد أن أطمئن على أحوال جميع المناطق أكد أن ذلك وفاء وإخلاص لشعبه الذي أحبه



خادم الحرمين الشريفين وبجانبه الأمير نايف بن عبد العزيز، خلال استقباله أمس لأمراء ومسؤولين ومواطنين قدموا للسلام والتهنئة بمناسبة القدوم إلى جدة (واس)
خادم الحرمين الشريفين خلال تسلمه هدية تذكارية من أهالي محافظة الطائف
جدة: «الشرق الأوسط»
أكد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حرصه على جميع أبناء شعبه في جميع المناطق، مبينا أنه لا ينام الليل إلا بعد أن يطمئن على أحوال الشعب وما يدور من أحداث في جميع مناطق البلاد، مشددا في ذات الوقت على أن ذلك لا يعدو كونه وفاء وإخلاصا منه لشعبه الذي أحبه.
جاء ذلك خلال كلمة خادم الحرمين الشريفين بمناسبة استقباله، أمس، في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة، عددا من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط الحرس الملكي وجموعا من المواطنين من أهالي منطقة مكة المكرمة ومنطقة المدينة المنورة، الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول إلى جدة.
وجاءت كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز على النحو التالي:
«بسم الله الرحمن الرحيم إخواني المواطنين في أي بقعة من بقاع المملكة العربية السعودية، أهنئ نفسي بكم وبأخلاقكم وثقتكم بدينكم ووطنكم، وأشكركم لأن بعض الإخوان من أهل مكة والمدينة وجدة زاروني وباركوا، والحمد لله الذي أوصلنا إلى هذا الوقت العظيم، وقت، ولله الحمد، المملكة العربية السعودية أنتم تعرفونها ويعرفها القاصي والداني أنها وفية بأي كلمة تصدر منها، والمملكة العربية السعودية، ولله الحمد، مقبولة عند القاصي والداني.
يا إخوان، أوصيكم بتقوى الله فوق كل شيء ثم حب الوطن.
وثانيا أوصيكم بكلمة هي بسيطة، ولكني أوصيكم بها لأن الإنسان من دونها لا إنسان، وهي الصدق.. الصدق.. الصدق.. عليكم بالصدق في معاملاتكم وفي بيوتكم وفي أولادكم وفي أقاربكم وفي من يسمع منكم.
أرجوكم أن تتمسكوا بالصدق، لأن الصدق حبيب الله، وهو أوفى للإنسان، وأوفى ما للإنسان الصدق، لأنك إذا صدقت صدقوك العالم كلهم، وإذا زليت بزلة لو كلمة واحدة ما عاد احترموك، الإنسان صدق لازول.
إخواني، أرجوكم، هذه تحياتي لشعب المملكة العربية السعودية، شعب الوفاء وشعب الخير، شعب المقدرة شعب الأخلاق، ولله الحمد. وأنا ما أنا إلا خادم لكم، أنا ما أنا إلا أقل من خادم لكم، صدقوني أنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلا عن كل المناطق؛ ما هي الحوادث فيها وش اللي ما صار وش اللي صار. ولله الحمد، هذا ما هو كرم مني. هذا وفاء وإخلاص لكم، وحبكم لي لن أنساه، ولن أنساه ما دمت حيا، أشكركم، وأتمنى لكم التوفيق وأتمنى أن تعينوني على نفسي، وشكرا لكم».
وكان الاستقبال قد بدأ بكلمة للشريف هزاع بن شاكر العبدلي، ألقاها نيابة عن أهالي منطقة مكة المكرمة، قال فيها: «إن كلمات الحمد والشكر والترحيب بمقدمكم المبارك تبقى حائرة أمام مقامكم الكريم؛ ماذا آخذ منها وأدع لوصف ما في النفوس من عظيم المعاني وجميل المباني، ونحن نراك بيننا في الذكرى السادسة لتوليكم مقاليد الحكم، وقد منّ الله، عز وجل، عليك بلباس الصحة والعافية، وتفضل من جوده عليك بالشفاء، فالحمد لله الذي أعطى فأكرم، وأتم فضله عليك فأنعم، فالحمد لله من قبل ومن بعد».
وأضاف قائلا: «إن أهل منطقة مكة المكرمة، أحب البقاع إلى الله، يرحبون بمقدمكم المبارك مرددين بعبارة صادقة ومخلصة: حللت دارك يا أبا متعب أهلا وبين محبيك سهلا، فحي بك مليكا محبوبا بين شعبه، ووالدا حانيا بين ولده وراعيا أمينا بين رعيته، حي بك في كل حال، وحي بك ما نطق محب لك أو صدح بهذا الحب».
واستطرد الشريف هزاع بن شاكر العبدلي قائلا: «مليكنا المفدى، إن ما تفضل الله به عليكم من نعمة العافية هو نعمة وفضل على أهل هذه البلاد المباركة جميعا التي حباها الله، اليوم، في عالم مضطرب وحال متقلب، بتماسك فريد بين قيادتها وشعبها ووحدة كلمة تجمعهم على كتاب الله، عز وجل، وسنة نبينا، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو فخر وعز هذه البلاد المباركة إلى قيام الساعة».
وزاد الشريف: «يا خادم الحرمين الشريفين، لقد تركت الكثير والكثير من المفردات والمعاني الجميلة وتراكيب الألفاظ التي بك لائقة أنيقة، والتي تعبر عن عظيم ما تكنه النفوس لك من مودة وتحفظه القلوب لك من محبة، ولم أجد أعظم ولا أجل وأكرم من كلام حبيب الله وحبيبك وحبيبنا سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، الذي قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم)، فهنيئا لنا أننا بأصدق معاني الحب نحبك، وبأعلى مراتب الود نودك، حب بعيد عن كل ما يشينه وينقصه من معاني النفعية، حب مبناه الصدق وعنوانه وشعاره الوفاء من أهل الوفاء لرجل الوفاء، عبد الله بن عبد العزيز، الملك الإنسان الذي أحب شعبه فأحبوه، وعاش همومهم فصدقوا معه».
وقال العبدلي: «ها نحن اليوم، أيها الملك المفدى، نكرر لكم هذه المعاني التي جاشت بها قلوب محبيك من شعبك، ونحن نمر بالذكرى السادسة للبيعة، معبرين لمقامكم الكريم، بكل ما تقدم وزيادة من التقدير والوفاء والإخلاص والولاء، وأبناء المملكة لا يزالون ينعمون بقرارات الخير الأخيرة التي عمت كل إنسان في كل أرجاء البلاد، وما خصصتم به منطقة مكة المكرمة من استثناءات تجاوزت كل حد، وتتابع عطاء وبذل وعناية يدك الكريمة عليها حتى زرعت الأمل في نفس كل مواطن، لتصنع تطورا كبيرا وبنية تحتية متينة ورخاء تجاوز كل التوقعات، ولم تكتف بهذا الخير الوفير الذي خصصتنا به، بل زدت الفضل، وجددت الثقة في أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل، فكان فضلك علينا مضاعفا».
بعد ذلك، ألقيت كلمة أهالي منطقة المدينة المنورة، التي ألقاها نيابة عنهم الشيخ صالح بن عواد المغامسي، وقال فيها: «الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛ فإن من اليقينيات التي يؤمن بها كل مسلم أن الفضل كله بيد الله، يقدم من يشاء بفضله، ويؤخر من يشاء بعدله، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله، أنعم على أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، عبر تاريخها المجيد بحكام موفقين ورجال مباركين، سعدت بهم الأمة، وافتخرت بهم الأيام، وهؤلاء الحكام والملوك عبر تاريخ الأمة المجيد جعلهم الله، جل وعلا، رحمة ونعمة وسؤددا للأمة؛ رزقهم الله، جل وعلا، من البصيرة ما يجعل الناس يفزعون إليهم عند نزول الحوالك، ورزقهم الله، تبارك وتعالى، وجعل على يديهم الخير والأمن والفضل على جميع الممالك، وأنت يا خادم الحرمين الشريفين، أيها الملك الموفق المبارك، بحمد الله وفضله، واحد من هؤلاء الأفذاذ الكبار الذين أنعم الله عليهم وأنعم بهم، وقد تجلى هذا كله منذ أن تنادى الحاسدون، وتداعى المرجفون، فأظهر الشعب أثر القرآن الذي في قلبه، القرآن الذي يدعو إلى اللحمة والسمع والطاعة والوحدة، وظهر كذلك خيرك وعطاؤك على الناس ويقين المؤمنين في هذه البلاد المباركة لولي أمرها، فبهت الذي حسد، وذهل الذي يرصد، وانقلب إليهم الطرف خاسرا وهو حسير، ثم إنه بعد ذلك بيومين أطل على الناس سمو النائب الثاني ليهنئ الشعب النبيل بصنيعه، وليقول لهم مباركا ومهنئا: (اليوم نقول هنيئا لخادم الحرمين الشريفين بشعبه، وغدا نقول: هنيئا للشعب بخادم الحرمين الشريفين)، فما أطلت الجمعة التي تليها إلا وأطلت سحابة كرمك، ففاضت من غير رعد، وسقت من غير بخس، وجرى نهرها العذب، فلم يبق واد إلا ورواه، ولا ذو عطش إلا وسقاه، وذلك فضل ساقه الله على يديك، ونعمة من قبل ومن بعد أنعم الله بها عليك».
وزاد: «ست سنوات نيرات مرت من حكمك المبارك، نرجو الله أن يمتعنا بأيام حكمك أزمنة كثيرة وسنين مديدة في عفو وعافية منه، من قرأها تبين له أمور. يوم أن تقول للشعب وأنت تطل عليهم: (لا تنسوني من دعائكم)، كلمة لم يقلها زعيم عربي معاصر فيما نعلم، كشفت عن جوانب وحقيقتين في شخصيتك المباركة؛ الأولى: معرفتك الحقة بربك، وهذا، والله، أعظم العلم وأجل المعرفة، والثانية: بعدك عن الكبر، وهذان هما طرفا المجد اللذان يكتب الله، جل وعلا، بهما لأي عبد خيري الدنيا والآخرة».
عقب ذلك، ألقى الشاعر بشير بن علي الصاعدي قصيدة بين يدي خادم الحرمين الشريفين.
عقب ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود هدية تذكارية من أهالي محافظة الطائف، تشرف بتقديمها محافظ الطائف، فهد بن عبد العزيز بن معمر.
حضر الاستقبال الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن مساعد بن عبد الرحمن، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي، وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير حمود بن سعود بن عبد العزيز، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، محافظ جدة، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.

No comments:

Post a Comment