Saturday, May 9, 2015

الصين تأمر أصحاب المتاجر المسلمين ببيع الخمر والسجائر “لإضعاف” الإسلام

واشنطن بوست – التقرير
أمرت السلطات الصينية أصحاب المتاجر المسلمين وأصحاب المطاعم في قرية بمنطقة شينجيانغ المضطربة ببيع المشروبات الكحولية والسجائر، والترويج لهذه السلع، وعرضها بشكل لافت للنظر؛ في محاولة لتقويض سيطرة الإسلام على السكّان المحليين، وذلك وفقًا لتقرير من إذاعة آسيا الحرة. وتم تهديد المنشآت التي لا تمتثل لهذه الأوامر بالإغلاق ومقاضاة أصحابها.
تواجه الصين استياءً واسع النطاق بسبب حُكمها القمعي في منطقة شينجيانغ التي تقطنها أغلبية مسلمة، وتصاعد العنف في العامين الماضيين، وانطلقت سلسلة من الحملات أُطلق عليها “إضرب بشدة”؛ لإضعاف قبضة الإسلام في المنطقة الغربية. ومُنِع موظفو الحكومة والأطفال من الذهاب إلى المساجد أو احترام المسلمين الذين يصومون شهر رمضان. وفي كثير من الأماكن، مُنِعت النساء من ارتداء الحجاب الذي يغطي الوجه، والرجال من إعفاء اللحى.
في قرية أكتاش، جنوب مقاطعة شينجيانغ، قال مسؤول الحزب الشيوعي “عادل سليمان”، لإذاعة آسيا الحرة، إنّ العديد من أصحاب المحال التجارية توقفوا عن بيع المشروبات الكحولية والسجائر اعتبارًا من عام 2012؛ “لأنهم يخشون من الازدراء العام“، في حين قرر العديد من السكّان المحليين الامتناع عن شرب الخمر والتدخين.
يُحرّم القرآن الكريم شرب “الخمور”، كما حرّم بعض علماء المسلمين التدخين.
وقال سليمان إن السُلطات في شينجيانغ تنظر إلى جماعة “اليوغور” العرقية التي لا تُدخن على أنّها متمسكة “بشكل من أشكال التطرف الديني“. ولذلك؛ أصدرت أوامر بمواجهة المشاعر الدينية المتزايدة التي “تؤثر على الاستقرار.”
وصرّح لوكالة إخبارية في واشنطن بأنّ: “هناك حملة لإضعاف الدين هنا، وهذا هو جزء من تلك الحملة“.
أمر الإشعار، الذي تلقته إذاعة آسيا الحرة ونشرته على تويتر، جميع المطاعم والمحال التجارية في قرية أكتاش ببيع خمسة أصناف مختلفة من المشروبات الكحولية والسجائر وعرضها في مكان بارز. وجاء فيه: “أي شخص يهمل هذا الإشعار ويفشل في الامتثال له؛ سوف يتم إغلاق محاله، وإيقاف أعماله، واتخاذ إجراءات قانونية ضده“.
وذكرت إذاعة آسيا الحرة، التي تقدم التغطية الوحيدة للأحداث في منطقة شينجيانغ للهروب من ضوابط الحكومة الصينية، أنّ مقاطعة هوتان، حيث تقع قرية أكتاش، أصبحت “مرتعًا لحوادث الطعن وإطلاق نار بين اليوغور وقوات الأمن الصينية“.
وتقول الصين إنّ جماعات اليوغور المتشددة في الخارج تستخدم الإنترنت لإلهام المسلمين المحليين بتبني عقيدة الجهاد العنيف ضد الدولة. ويقول النقّاد بأنّ القمع الصيني الطويل لحقوق جماعة اليوغور والشعور الوطني دفع الناس نحو اعتناق الإسلام؛ باعتباره التأكيد الوحيد المسموح به للهوية المجتمعية، ودفع الأقلية نحو نموذج عنيف من الإسلام. ويحذرون من أنّ المحاولات الخرقاء للترويج إلى الخمور أو منع اللحية والحجاب قد تأتي بنتائج عكسية.
وقال جيمس ليبولد، خبير السياسات العرقية الصينية في جامعة ملبورن لاتروب، إنّ المسؤولين الصينيين كانوا “في كثير من الأحيان يتحركون في الظلام” عند معالجة التطرف. هناك نقص حاد في الفهم يؤدي بهم إلى التركيز على تصورات واضحة، ولكنها غير دقيقة، عن الراديكالية مثل اللحى الطويلة والحجاب والرصانة والوقار.
وأضاف ليبولد أنّ النتيجة في كثير من الأحيان هي “أشكال فجّة من التنميط العرقي والثقافي”.
كما كتب في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “هذه الأنواع من السياسات الميكانيكية والتفاعلية تؤدي إلى تأجيج التوتر العرقي والوطني دون معالجة الأسباب الجذرية للتطرف الديني، مع مواصلة استعداء التيار الرئيس لجماعة اليوغور؛ مما يجعلهم يشعرون بأنّه غير مرحب بهم داخل مجتمع عدائي، تسيطر عليه جماعة الهان الإثنية”.
وقال سليمان إنّ حوالي 60 من المتاجر والمطاعم في المنطقة امتثلت لأمر الحكومة، ولم يكن هناك أي بلاغات عن وجود احتجاجات. ولكن، في حادث منفصل في مقاطعة تشينغهاى المجاورة، يوم الجمعة، حطّم حشد غاضب من المسلمين نوافذ متجر يبيع الأغذية الحلال في مدينة شينينغ؛ بعد العثور على نقانق لحم الخنزير في شاحنة التسليم، وذلك وفقًا للحكومة المحلية والصور المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

No comments:

Post a Comment